وعند سلفاكير الخبر اليقين

نقلا عن الأستاذ - كمال حسن بخيت -- الرأي العام
بعد حديث الفريق سلفاكير ميارديت رئيس الحركة الشعبية الأخير الذي أكد فيه بالأمس.. أنه سوف يصوت للإنفصال.. مؤكداً لا عودة للحرب (كتر خيرك يا سعادة الفريق بعدم العودة للحرب).
بعد ذلك يجب أن نترك الأحلام الجميلة ونصحو على ما سيكون عليه الحال عقب الإستفتاء مباشرة وأخطر فترة في الإستفتاء هي بين اليوم الأول للتصويت وإعلان النتيجة.
ويتوقع عدد من الخبراء السياسيين والعسكريين أن تشهد هذه الفترة تفلتات عنيفة ستكون شرارة للحرب... إن لم يتم التعامل مع الأمر بحكمة وبديمقراطية كاملة.
وأكبر مشكلة تواجه الشريكين الآن هي إصرار الحركة الشعبية على إجراءالإستفتاء قبل أن يتم ترسيم الحدود.. وفي هذا أمر خطير.. فكيف إذا حدث الإنفصال (لا قدر الله) رغم كل شئ نقول لا قدر الله.. إذا حدث.. فكيف نعرف حدود الدولة الجديدة.. والتي نحن نعرفها لكن يبدو أن حدود الدولة الجديدة تريد الحركة اللعب في أمر الحدود.. وبعد الإنفصال وإعلان ميلاد الدولة الجديدة.. دون ترسيم للحدود يمكن لقادة الحركة أن يقولوا إن حدودهم ليست حدود (1956).. وإنما جبل أولياء.. ومن هناك كوستي.. وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان.. الخ.
لذلك ينبغي على الحركة الشعبية العودة الى مربع الوعي الوطني والسياسي وتقبل بالبدء في ترسيم الحدود.. ومن ثم الإقبال على الإستفتاء. والإستفتاء بعد تصريح الفريق سلفاكير وبعد موافقة الدول الغربية في نيويورك.. أصبح أمر الإنفصال وارداً بنسبة عالية.. لأن القرار في يد حكومة الجنوب. التي تسيطر على مساحات واسعة بالجنوب بقوة الحديد والنار وتقمع كل من يخرج على خطها السياسي.. كما أن المناخ الديمقراطي ومناخ الحريات أثناء الإستفتاء لن يكون متوافراً.. وبالتالي لن يستطيع عدد كبير من أهل الجنوب أن يقولوا نعم للوحدة ولا للإنفصال.
ولا نستبعد أن يبدل الفريق سلفاكير حديثه الأخير في نيويورك أو في صحف الأمس.. لأننا تعودنا أن يكون للفريق سلفاكير وجهتا نظر.. الأولى يقولها في الجنوب. وفي أمريكا والثانية يقولها في اجتماعات الرئاسة..
فالرجل يبدو أنه يمشي فوق التناقض، بل يعلم أن هناك مراكز قوى داخل الحركة. أو ما يسمي (بالمنظمة السرية) داخل الأحزاب الثورية، التي تقوم بإصدار التوجيهات ورسم الخط العام للحزب، الخط الذي يجب أن ينفذ وليس الخط المعلن.
يجب أن نترك الأحلام ونصحو لمواجهة ماهو قادم.. وما هو قادم لا نريد أن نرسم له صورة مرعبة.. لنخيف الناس، لكن من خلال المعطيات التي أمامنا.. وتصريحات قيادات نافذة في الحركة الشعبية تؤكد أن القادم أسوأ.. رغم تأكيدات الفريق سلفاكير بأنه لا عودة للحرب. فكلام سلفاكير.. يأتي كلام بعده ويمحوه لذلك فلتسرع الحكومة بتكوين جبهة عريضة من الأحزاب السياسية وتشركها في الحكم لتتحمل معها المسؤولية.. مسؤولية وحدة الوطن. وبالصوت العالي نقول لجماهير شعبنا اليقظة والحذر والاستعداد.
لقد عادت نغمة أو كلمة استقلال الجنوب بدلاً عن الإنفصال.. وهي كلمة لها خطورتها ومعانيها الكثيرة.. لأن هناك فرقاً بين الاستقلال والإنفصال.. فالاستقلال يعني استقلال من دولة محتلة.. ولم يكن الشمال يوماً محتلاً للجنوب.. ولكن الانفصال يعني اختلافاً في وجهات النظر بين فئتين اختارات إحدهما الإنفصال.
وكلمة الاستقلال لم تأت صدفة هذه الأيام ويعني بأن التحرير سيتم بالحرب وبقوة السلاح.. وأتمنى أن لا تكون هناك حرب ثانية بين الأشقاء وأن ينفذ الفريق سلفاكير وعده بعدم العودة للحرب مرة ثانية.
والله الموفق وهو المستعان،،

كل الأماني للشعب السوداني الصلب بأن ينعم بسلام ووحدة في الكلمة والصف ... ونتمني من كل الشباب الواعي بحرمة بيتة ووطنه أن يثقف الجيل ذي العقول التي ذاقت من غزو الخارج قليلا كان أم كثيراَ فما هي الا السياسية الصهيونية لغزو جميع المصادروالثروات .
وكما في المثل المعروف
" فرق تسد".
والســـــلام والسودان ينعم بالسلامز

شكرا عل الموضوع المهم...
حفظ الله امه السودان من المحن