عينان شاردتان(قصة قصيرة)
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عينان شاردتان(قصة قصيرة)
كان لها أن تستمر في حلمها لولا أنها عثرت على وجهه ذات مساء.. رأته وقد أفسحت النجيمات لوجهه مكانا ليستقر بينها..مشرقا متلألئا وضاءاً..تلمع في عينيه نفس النظرة الشاردة.. وذات الابتسامة الحزينة..لكن وجهه اختفى بين وجوه كثيرة...عيناها الحائرتان تفتّشان عن عينين شاردتين..بين وجوه شاردة..ساهمة..وأخرى حائرة كعينيها..
أخيراً ها هو أمامها ..وقفت تتأمله..لم يتغير إلا من شعيرات شقّت ليل شعره..تحدرت منهما حبات عرق واستقرت على دروب حفرتها معاول الزمن على جبينه..نظرة بعيدة.. أنف شامخ ثمّ صدر واسع حنون..غابت داخله..وأطلت الذكريات ثانية..فتمنت لو حملها صدره إلى عوالمَ جديدة..بعيدة عن ذكرياتها..فجأة لاح خيال أمها في الأفق..لملمت ما بقي من شوقها و غابت..دون حتى أن تنطق بكلمة وداع..وتمتم الفؤاد :"آه يا أمي..لو أحببت كما أحببتُ أنا لما منعتني".
غابت وفي فمها بقايا كلمات .. وفي صدرها بقايا آهات..وعلى محياها بسمة آفلة.. وشمعة تحترق.
والليل دائما يجئ ..حاملاً معه الألم تارة..والخوف تارة..والشوق و الحنين...يشق غياهبَ الليل محياه الوضّاء..فترتعد الأوصال.ويخفق الفؤاد..ولكنه سرعان ما يغادر حاملا معه الذكريات..ومر الأسى وعذابات السنين.
قلبها لم تهدأ دقاته..لم يزل خفاقاً منذ آخر لقاء.."تدفّق أيها القلب.. وروّ كياني.. تدفق أيها القلب واغسل كل ألم عشعش في خلاياي.. تدفق أيها القلب واطفئ بدمائك سعير أشواقي"..لم يزدد قلبها إلا خفقانا.. ولم يزدد كيانها إلا احتقاناً..وشوقا إليه ..اشتاقت إلى الشعيرات البيض في مفرقه.. إلى النظرة المطلة من عينيه..إلى الابتسامة الحزينة في شفتيه..والليلة تجر ليالي .. والألم يجر آلاما.. والشوق يجرّ أشواقاً و أشواقاً و أشواق..
كادت جذوة الشوق تذوي في وجدانها..إلى أن لمحته ذات مساء..كان كطائر خرافي بعيد المنال..تلمع في عينيه نفس النظرة الشاردة..و وجه مطرقٌ هذه المرة..لم تتبين ملامحه فقد كان يكسوها شئ من الدهشة ويغطيها شئ من حزن..نجومٌ على جبينه من عرق المعاناة ..والصبر والكفاح.. استحالت ابتسامته الحزينة إلى ابتسامة ساخرة.. تمتمات مبهمة تصدر من شفتيه..فيصيح المارد الجبارفي صدرها"هل غضبت مني..أو ربما هو الشوق .. لا يهم فالحب يفعل أكثر من هذا"..هي قررت أن تصارحه أنها اختارته هو..وأن تعيش معه بعيدا عن العذاب الذي تتجرعه كل ليلة..الكون من حولها استحال عدما..فقط هي و هو و الليل والسكون المخيف و وجوه كثيرة لا تتبينها..أخذت تسرع قبل أن يختفي وجهه خلف الوجوه المكتسية بهم الحياة..هو مثلهم عركته الحياة لكنه صامد..حرمته من أقرب الناس لكنه قوي..سقته الذل مراراً لكنه شربه راضياً..وصابراً وشاكراً..الآن هي تدرك ذلك جيداً..
وسط الليل البهيم كانت هناك عينان بريئتان تفتّشان عن عينين شاردتين.. وقلب صامد .. وفم يتمتم..الآن أصبحت هي و هو و الظلام فقط في هذا الكون العريض.. الوجوه من حوله استحالت عدما..قهرها ..حطمها .. وحده.. صارت تسرع و المسافة تزيد .. تماماً كما يزيد الشوق داخل كيانها الممتلئ شوقاً و ألماً وحسرة..تسرع أكثر و تخشى أن يبتعد أكثر وأكثر..مرة أخرى يصيح ذلك الجبارُ بين ضلوعه ا"ثق أننا لن نفترق".. فتجري و يسبقها شوقها تسبقه الذكريات المطلةُ من خلف أبواب الألم..تجري وتجري وتجري.. تنادي عليه لا يسمعها.. فجأة يزداد صوتها حدة كما ازداد قلبها خفقاناً فتصرخ"أبتاه ..أبتاه احذر العربة..أبتااااااااه".. لم يسمعها.. وسمعتها روحه التي غادرت دنيا الهموم!!..
ملحوظة: هذه أول تجربة جادة لي في مجال القصة القصيرة أرجو رأيكم بصراحة
أخيراً ها هو أمامها ..وقفت تتأمله..لم يتغير إلا من شعيرات شقّت ليل شعره..تحدرت منهما حبات عرق واستقرت على دروب حفرتها معاول الزمن على جبينه..نظرة بعيدة.. أنف شامخ ثمّ صدر واسع حنون..غابت داخله..وأطلت الذكريات ثانية..فتمنت لو حملها صدره إلى عوالمَ جديدة..بعيدة عن ذكرياتها..فجأة لاح خيال أمها في الأفق..لملمت ما بقي من شوقها و غابت..دون حتى أن تنطق بكلمة وداع..وتمتم الفؤاد :"آه يا أمي..لو أحببت كما أحببتُ أنا لما منعتني".
غابت وفي فمها بقايا كلمات .. وفي صدرها بقايا آهات..وعلى محياها بسمة آفلة.. وشمعة تحترق.
والليل دائما يجئ ..حاملاً معه الألم تارة..والخوف تارة..والشوق و الحنين...يشق غياهبَ الليل محياه الوضّاء..فترتعد الأوصال.ويخفق الفؤاد..ولكنه سرعان ما يغادر حاملا معه الذكريات..ومر الأسى وعذابات السنين.
قلبها لم تهدأ دقاته..لم يزل خفاقاً منذ آخر لقاء.."تدفّق أيها القلب.. وروّ كياني.. تدفق أيها القلب واغسل كل ألم عشعش في خلاياي.. تدفق أيها القلب واطفئ بدمائك سعير أشواقي"..لم يزدد قلبها إلا خفقانا.. ولم يزدد كيانها إلا احتقاناً..وشوقا إليه ..اشتاقت إلى الشعيرات البيض في مفرقه.. إلى النظرة المطلة من عينيه..إلى الابتسامة الحزينة في شفتيه..والليلة تجر ليالي .. والألم يجر آلاما.. والشوق يجرّ أشواقاً و أشواقاً و أشواق..
كادت جذوة الشوق تذوي في وجدانها..إلى أن لمحته ذات مساء..كان كطائر خرافي بعيد المنال..تلمع في عينيه نفس النظرة الشاردة..و وجه مطرقٌ هذه المرة..لم تتبين ملامحه فقد كان يكسوها شئ من الدهشة ويغطيها شئ من حزن..نجومٌ على جبينه من عرق المعاناة ..والصبر والكفاح.. استحالت ابتسامته الحزينة إلى ابتسامة ساخرة.. تمتمات مبهمة تصدر من شفتيه..فيصيح المارد الجبارفي صدرها"هل غضبت مني..أو ربما هو الشوق .. لا يهم فالحب يفعل أكثر من هذا"..هي قررت أن تصارحه أنها اختارته هو..وأن تعيش معه بعيدا عن العذاب الذي تتجرعه كل ليلة..الكون من حولها استحال عدما..فقط هي و هو و الليل والسكون المخيف و وجوه كثيرة لا تتبينها..أخذت تسرع قبل أن يختفي وجهه خلف الوجوه المكتسية بهم الحياة..هو مثلهم عركته الحياة لكنه صامد..حرمته من أقرب الناس لكنه قوي..سقته الذل مراراً لكنه شربه راضياً..وصابراً وشاكراً..الآن هي تدرك ذلك جيداً..
وسط الليل البهيم كانت هناك عينان بريئتان تفتّشان عن عينين شاردتين.. وقلب صامد .. وفم يتمتم..الآن أصبحت هي و هو و الظلام فقط في هذا الكون العريض.. الوجوه من حوله استحالت عدما..قهرها ..حطمها .. وحده.. صارت تسرع و المسافة تزيد .. تماماً كما يزيد الشوق داخل كيانها الممتلئ شوقاً و ألماً وحسرة..تسرع أكثر و تخشى أن يبتعد أكثر وأكثر..مرة أخرى يصيح ذلك الجبارُ بين ضلوعه ا"ثق أننا لن نفترق".. فتجري و يسبقها شوقها تسبقه الذكريات المطلةُ من خلف أبواب الألم..تجري وتجري وتجري.. تنادي عليه لا يسمعها.. فجأة يزداد صوتها حدة كما ازداد قلبها خفقاناً فتصرخ"أبتاه ..أبتاه احذر العربة..أبتااااااااه".. لم يسمعها.. وسمعتها روحه التي غادرت دنيا الهموم!!..
ملحوظة: هذه أول تجربة جادة لي في مجال القصة القصيرة أرجو رأيكم بصراحة
عدل سابقا من قبل إسراء الشايب في السبت يناير 16, 2010 11:52 pm عدل 1 مرات
إسراء الشايب- عضومشارك
- عدد المساهمات : 32
نقاط : 87
السٌّمعَة : 2
التسجيل : 04/12/2009
رد: عينان شاردتان(قصة قصيرة)
بصراحه قصه حلوه شديدواسلوبك جميل وكاول محاوله ابدعتي ..وواصلي ومنتظرين المذير ..
miss Independant- مشرفه منتدى عالم حواء
- عدد المساهمات : 197
نقاط : 250
السٌّمعَة : 7
التسجيل : 04/04/2009
رد: عينان شاردتان(قصة قصيرة)
لغه حصيفه
اتمني ان تواصلي هذا التميز فالساحه السودانيه تخلو من القاصين الممتازين
اتمني ان تكوني طيب صالح جديد او احلام مستغانمي اخري
وماذلك علي الله ببعيد!!
اتمني ان تواصلي هذا التميز فالساحه السودانيه تخلو من القاصين الممتازين
اتمني ان تكوني طيب صالح جديد او احلام مستغانمي اخري
وماذلك علي الله ببعيد!!
محمد كمال- مشرف منتدى الحلفاية الحووش الكبير
- عدد المساهمات : 377
نقاط : 483
السٌّمعَة : 4
التسجيل : 30/03/2009
رد: عينان شاردتان(قصة قصيرة)
أتمنى أن أكون بهذا القدر ..بصراحة كبرتوا راسي..براحة علي شوية
إسراء الشايب- عضومشارك
- عدد المساهمات : 32
نقاط : 87
السٌّمعَة : 2
التسجيل : 04/12/2009
رد: عينان شاردتان(قصة قصيرة)
مشكــــــــــــــــــــــــــــــــــــوه
cola- مشرف منتدى كلمات الاغانى
- عدد المساهمات : 172
نقاط : 209
السٌّمعَة : 3
التسجيل : 13/11/2009
العمر : 35
الموقع : من الاعماق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى